و جاءت مقالتي هذه على خلفية اتصالات كثيرة استقبلتها من بعض زملاء المهنة و
بعض الإخوان والأخوات على البريد الالكتروني بعد ظهوري في أحد القنوات
الفضائية وإجابتي على أحد الأسئلة بصراحة...

اللقاء كان بأحد القنوات السعودية و على الهواء مباشرة سألني المذيع الأخ
عبدالرحمن العضيبي عن أهدافي في تقديم الدورات التدريبية فذكرت له أولا
المكسب المادي فوجدت علامات الاستغراب ترتسم على وجهه و وجوه من حولنا في
الاستديو من مصورين و كأنني سببت أحدهم

فتداركت ما قلت بقولي دعونا لا نخفي قيمنا " أنا شخصيا ما أحتاج أخفي قيمي"

الكل يعلم أن المدرب يتقاضى أجرا مقابل تقديمه للدورات التدريبية و لكن لا
أحد يعلن ذلك و كأن المدرب شخص نذر حياته لتعليم الآخرين بدون مقابل و هذا
غير صحيح .

و قلت أيضا أني لن أنتظر الوقت الذي أكذب فيه على الملأ و أذكر لهم أنني
أقدم الدورات للمواطنين لكي يتطور الشعب و لكي تنهض الأمة و لكي تقوى
شوكتنا مع أنها نوايا داخلية و لكن ليست قيم فعلية تحركني لأنني

أعتقد أن من يريد تطوير الشعب والأمة و النهوض بها سيعمل ضمن إطار مؤسسي لن
يعمل منفردا مثلما أعمل و لو عمل منفردا سيكون عمله أيضا بمقابل الوزير
الذي وضع في الدولة يتقاضى أجرا لخدمتك أيضا الكل يفعل ذلك فحينما تقدم لك
بعض القيم من الآخرين قدرها بالسلوك لا تقدرها بالكلام و هذا بالتأكيد لا
يعني أن الدافع المادي هو الدافع الأوحد ولكنه أحد الدوافع الرئيسة في كل
الأمور – إلا ما ندر-

وبالمثال يتضح المقال:
لو ذهبت إلى مغسلة للسيارات بناءا على إعلان موجود بالجريدة مكتوب "راحتك هو غاية أهدافنا"
فهل يا ترى القيمة المعلنة هنا هي الحقيقية أعني هل بالفعل من يعمل على غسل
السيارة جيدا يريد تطبيق هذا الشعار ؟؟ أنه حينما يغسل سيارتك بالفعل هو
يريد راحتك؟؟
نتأكد من ذلك بأمور كثيرة أولا جودة الغسيل و طريقة تقديم السيارة لك بعد الانتهاء و طريقة استقبالك قبلها بابتسامة أو من غير

مع تجربة غسل السيارة إن شعرت بعدها بالراحة فهم وصلوا لما يريدونه و
بالفعل طبقوا ما أعلنوه من قيم و لكن إن خرجت منهم متأخرا ضائق النفس و لم
يبتسم أحد في طريقك طوال هذه التجربة تعرف بكل تأكيد أنها قيمة معلنة غير
حقيقية و أن هناك قيمة مختفية خلف شعار براق يجذب الآخرين نحوه
ولنفترض أن المغسلة كانت رائعة وارتحت بشكل كبير هل يا ترى مجرد أنك كنت
مرتاحا ذلك يغنيهم عن استلام قيمة الخدمة المقدمة ؟؟بالتأكيد لا
و موضوع مغسلة السيارات هو مجرد مثال صغير وبسيط على هذا الموضوع و إلا فالقيم موضوع شرحه يطول و يطول
وبالنهاية إخفاء القيم يجعلنا غير منسجمين مع أنفسنا والآخرين .. أعلن ما
عندك و أجعل من نفسك صفحة بيضاء و مثلما يقول المثل الكويتي " لا تبوق لا
تخاف"

منقول للإستفادة